يواجه السيد الباجي قايد السبسي حملة عداء في أغلب الصفحات التونسية وخصوصا من أنصار النهضة حيث يعمل عدد كبير من الناشطين على منعه من عقد اجتماعات سياسية في الأيام القادمة وخصوصا في مدينة صفاقس.
تصاعدت حدة وضراوة الحملة ضد السيد الباجي قايد السبسي منذ اجتماع المنستير الذي شهد حضور عدة وجوه من المعارضة ومن زعامات التجمع المنحل، وأصبح اسمه يمثل هدفا يوميا لهجومات ناشطي النهضة خصوصا، كما يهاجمه أنصار اليوسفيين والقوميين، فيما تتراوح مواقف بقية التيارات السياسية بين رفض عودته للساحة السياسية أو الصمت عنه لما يشترك معهم في مهاجمة النهضة وثلاثي الحكم.
ليس من السهل العثور على صفحات تساند السيد الباجي قايد السبسي، وكثيرون يعتقدون أنه وجيله من السياسيين ومن حلفاء اليوم لا يهتمون كثيرا بالإعلام الموازي وإعلام المواطنة في المواقع الاجتماعية لذلك ليس له من يدافع عنه في الصفحات التونسية. وعثرنا على صفحة تحمل اسمه في الموقع الاجتماعي لا يحبها سوى 304 أشخاص، كما عثرنا على صفحة تحمل عنوان «كلنا مع الباجي قايد السبسي»، لكنها احتوت على تعاليق تنتقده أكثر مما تخدمه، ومما وجدنا فيها تعليقا ساخرا جاء فيه: «اللي يشد واحد شاري كيلـــــــو فلفــــل ويشرب في كابوسان راهو من كبار رجال الأعمال» في إشارة إلى قولته الشهيرة «إلي يشد قناص يجيبه لنا» عندما نفى وجود قناصة في تونس. وبصفة عامة، يبدو الموقع الاجتماعي «ضد قايد السبسي» ومعاديا له.
ويبدأ الهجوم على قايد السبسي من تاريخه السياسي حيث يجد خصومه الكثير من الأحداث التي تبرر لهم الهجوم عليه وأشهرها ما ينسب له من دور في قمع اليوسفيين وحضوره مع الزعيم بورقيبة في إرساء نظام حكم حرم التونسيين من الحرية طويلا، ثم استمراره في الحزب والتجمع الذي يمثل تاريخا مكروها في تونس. وفي هذا الإطار، يرفع العديد من الناشطين مطالب بمحاكمته ومنع إقرار أي قانون يوقف إجراءات التتبع في قضايا التعذيب وكل أشكال الاضطهاد السياسي.
أما عن أحداث العصر الحديث، فإن العديد من الصفحات تنشر مقالات ومقاطع فيديو هذه الأيام تتهم السيد السبسي بالتسبب في فترة ترؤسه للحكومة في إغراق الاقتصاد الوطني وارتفاع عدد العاطلين عن العمل والتسبب في إغلاق العشرات من المؤسسات الخاصة ومنح آلاف الموظفين في الدولة زيادات مالية خيالية خارج أي اتفاق أو تفاوض مما ورط الحكومة المنتخبة في وضع شائك خصوصا حين طالب الموظفون في عدة قطاعات بزيادات مماثلة في أجورهم. ينشر نشطاء النهضة تعاليق تتهمه بالتسبب في ذلك عمدا لمعرفته بأن النهضة هي التي ستؤلف أول حكومة منتخبة وأنه تعمد توريط الدولة ماليا بزيادات غير مشروعة لكي تجد حكومة النهضة نفسها في وضع صعب إزاء المسألة الاجتماعية. كما يتهمه نشطاء من عدة تيارات سياسية بأنه ظل على اتصال دائم مع قيادات التجمع المنحل إبان إشرافه على الحكومة ثم ما يسمى «حكومة الظل» في تونس.
وتتخذ الحملة ضد قايد السبسي في العديد من الصفحات عناوين مثل: «المدن التونسية ترفض زيارة السبسي»، مع تصاميم وصور تحرض الناس على رفض قدومه وإغلاق مداخل المدن أمامه، فيما تبلغ حدة العداء حد تصميم صور له بقرني شيطان وأسنان مصاص دماء بما يمثل مخالفة لكل القوانين والأعراف.
لا يملك السيد الباجي قايد السبسي أنصارا يدافعون عنه في الصفحات التونسية، وحتى تصريحات بعض أنصاره من زعماء السياسة التي تعتبره «رجل دولة» ذا خبرة طويلة لا نجد لها صدى في المواقع الاجتماعية، كما أن غالبية الشباب على هذه الفضاءات تحرمه من الأنصار خصوصا وأن الشباب التونسي الذي ما يزال ثائرا على كل شيء لا يعرف عن السيد قايد السبسي سوى «انتماءه لنظام سياسي بائد» اقترن طويلا في أذهان عدة أجيال بالقمع ونهب خيرات البلاد.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire